في تواصل العقول تناسق الأشياء


و في اختلافها تعارفها
psychology, psychotherapy, therapy room, conversation, room, space, interior design, inner space, setup, chair, psychology, psychology, psychotherapy, psychotherapy, psychotherapy, psychotherapy, psychotherapy
A vintage open book displaying aged, yellowed pages with faded text.

سيميولوجيا العمل الفني

تقدم السيميولوجيا أو مبحث دراسة الرموز ، إطارا نظريا مهما لتفكيك وتحليل الأعمال الفنية مهما اختلف جنسها و سياقها.  فهذه المقاربة تسمح بتحليل الكيفية التي ترسل بها عناصر العمل الفني (انظر درس منهجية تحليل الأعمال الفنية)دلالات و معاني ورسائل معقدة.

الأسس النظرية

  1. السيميولوجيا البنيوية: (دوسوسير، رولان بارث):

تنشأ الدلالة في نظر دوسوسير، (انظر كتابه دروس في اللسانيات العامة) من العلاقة التي تربط الدال (المعطى المدرك) بالمدلول (المفهوم المرتبط به) (اللغة)، و هو ما اعتمده رولان بارت و هو يميز بين الرسالة المباشرة أو الدلالة الحرفية message dénoté و الرسالة أو الدلالة الرمزية conoté الدالة ثقافيا أو إيديولوجيا. كما هو الأمر مثلا في العلاقة بين معكرونة بانزاني و ثقافة الكرم الإيطالية، و الحمام و السلام.

2. سيميولوجيا بيرس

طور بيرس نظرية سيميائية عامة و ثلاثية و براغماتية.

نظرية عامة : – تدرس الحياة العاطفية و العملية و الفكرية،  – تدرس جميع مكونات السيميائية – تعمم مفهوم العلامة، بخلاف دوسوسير)

نظرية ثلاثية: –  تقوم على ثلات أوليات فلسفية: الأولانية Priméité، و الثانانية secondéité،  و الثالثانية Tiercéité، و – تربط بين ثلاثة مصطلحات: العلامة، الموضوع، و التأويل.

نظرية براغماتية:  – تأخذ بعين الاعتبار سياق إنتاج العلامات و استقبالها، – تعرف العلامة من خلال تأثيرها على المتلقي/ المؤول.

)تقدم سيميولوجيا الفن وفقًا لبيرس منهجًا علميًا لدراسة الأعمال الفنية، باعتبارها أنظمةً من العلامات. بيرس، المعروف بنظريته حول العلامات ومنهجه البراغماتي، يرى الفن كعملية إدراكية وإبداعية، حيث يُجسد الفنان المشاعر في الأعمال الفنية، ويتطلب تفسيرها تعاطفًا فكريًا مع المُتلقّي.  )

– «أنظمة العلامات»: إشارة إلى تصنيف العلامات (أيقونية، مؤشرية، رمزية) عند بيرس. 

– «التعاطف الفكري»: يشير إلى التفاعل النشط بين العمل الفني والمتلقي لفك رموزه.

يصنف شارل بيرس الرموز ضمن ثلاث خانات:

  • الأيقونة: (المشابهة المباشرة، كما في الصورة الفوتوغرافية)؛
  • الدليل أو المؤشر (العلاقة السببية: الدخان دليل على النار)؛
  • الرمز (الحمولة الثقافية: الميزان، العدالة)

هذا التصنيف مهم في تحليل العمل الفني الذي يغلب عليه الطابع الرمزي. (مثل اللوحات الزرقاء لإيفان كلاين، و التي يتم تاويلها على اساس انها بحث عن الوجود اللامادي).

منهجية التحليل: الدراسة الأيقونية و المقاربات البنيوية. 

الدراسة الايقونية ل Panofsky 

يقترح إيروين بانوفسكي ثلاث مستويات للتحليل:

  1. (ما قبل الأيقونة، الوصف الموضوعي، (امرأة تحمل علما، في لوحة الحرية قائدة الشعوب، دولاكروا)؛
  2. التحليل الأيقونوغرافي: تحديد الدوافع الثقافية،
  3. التحليل التاويلي: تاويل السياق ( تمجيد الأفكار الثورية عند دولاكروا)

المقاربات البنيوية في مقابل المقاربات التداولية

بينما تركز السيميولوجيا الكلاسيكية  على الرموز المحايثة أو البنيوية ، يشير النقاد مثل جون ميتري   Jean Metry إلى اهمية «الإدراك الكلي» و دور المتلقي. يلح رودولف أرنهيمRudolf Arnheim   على أهمية «التفكير البصري» لأن الأشكال و الصورتولد مفاهيم و تصورات بدون اللجوء إلى اللغة التعبيرية.

تطبيقات: دراسة لأعمال فنية معاصرة و كلاسيكية

  • الفن الكلاسيكي
  • تُحلَّل لوحة الوصيفات لـ فيليزكيز كـنص بصري تتفاعل فيه المساحة البصرية مع نظرة المُشاهد لخلق سرد معقد.
  • يستخدم رينيه ماغريت العناوين والصور لقلب التوقعات (مثل لوحة هذا ليس غليونًا)، مُظهرًا التناقض بين العلامة ومرجعها.
  • الفن المعاصر و الوسائط الإعلامية:
  • تستعمل الوسائط الإشهارية مرجعيات فنية لتبرير رسالتها (الربط بين ساعة فاخرة و النجاح الاجتماعي)؛
  • تستثمر مواقع التواصل الاجتماعي  الرمزية البصرية Iconicité لتكوين هويات بصرية عبر المرشحات و المشاهد الممسرحة.

انتقادات و تطورات

حدود السيميولوجيا الكلاسيكية:

تغفل السياق السوسيو-تاريخي و الذاتي للمتلقي و تغرق في الشكلانية (بدليل فشل نحو الصورة). لذلك، تحذر جونيفيف جاكينو Geneviève Jacquinot من معرفة اسمية عقيمة، و تفضل مقاربة تعددية (تاريخ الفن، التحليل النفسي)

منظورات جديدة

  • السيميولوجيا التداولية: التي تدمج المتلقي و الممارسات الثقافية (مثال: دراسات حول المعارض و المتاحف)
  • التطور الرقمي: تحليل واسع للمواد الفنية باستعمال الذكاء الاصطناعي و الجمع بين التحليل الكمي و التحليل النوعي.

رهانات مستقبلية: نحو سيميولوجيا متجددة

لكي تبقي على قيمتها التحليلية على السيميولوجيا أن:

  • تدمج تاريخ الأشكال (دياكرونيا) و الأبعاد الرمزية (مثال إعمال كاسيرر Cassirer و لوتمان Lotman)
  • الحوار بين التخصصات: الجمع بين الأنثربولوجيا ، علوم الأعصاب و الدراسات البصرية لفهم الكيفية التي تؤثر بها الصور على «التشكلات الوجودية»؛
  • الاحتياط النقدي: ضرورة إيجاد روح ابتكارية لتحليل التحولات أو الطفرات الرقمية (مثلان الصور التي يتم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي، و العالم الافتراضي)

خاتمة

تبقى السيميولوجيا الخاصة بالأعمال الفنية أداة قوية لفك شفرات اللغات البصرية، لكن مستقبلها يعتمد على قدرتها على مواكبة التحديات المعاصرة. عبر الجمع بين الدقة البنيوية، والحساسية السياقية، والانفتاح على التخصصات، يمكنها أن تستمر في كشف تعقيدات الصور، من لوحات عصر النهضة إلى الفن الرقمي.




حاملة العلم
أوجين دولاكروا
1830

اللوحات الزرقاء

Tags:

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Latest Comments

No comments to show.
Review Your Cart
0
Add Coupon Code
Subtotal