في تواصل العقول تناسق الأشياء


و في اختلافها تعارفها
psychology, psychotherapy, therapy room, conversation, room, space, interior design, inner space, setup, chair, psychology, psychology, psychotherapy, psychotherapy, psychotherapy, psychotherapy, psychotherapy
A vintage open book displaying aged, yellowed pages with faded text.

تحليل الأعمال الفنية
-المقاربة التداولية أو البرغماتية-

يعتني التحليل التداولي بدراسة الأعمال الفنية من خلال التركيز على «وظيفتها» و «سياق إنشائها وتلقيها»، وتفاعلها مع الجمهور والمجتمع. تستوحي هذه المقاربة نموذجها من البراغماتية اللغوية (التي تدرس اللغة بناءً على استخدامها  التداولي)، لكنها تمتد إلى الفن لاستكشاف كيف تتداول  الأعمال في سياقات واقعية، وما الآثار التي تخلّها، والقضايا التي تثيرها. 

العناصر الأساسية في التحليل البراغماتي للفن

1. سياق الإنشاء

   – الظروف الاجتماعية-التاريخية: كيف تعكس الأعمال قيم عصرها أو تتحداها؟ (مثال: لوحة «غرنيكا»  لبيكاسو كرد على الحرب الأهلية الإسبانية). 

   – نية الفنان: الأهداف المعلنة أو الضمنية (نقد اجتماعي، استفزاز، تثقيف، إلخ). 

   – الجهات الداعمة والقيود: دور الممولين أو المؤسسات أو الأنظمة السياسية في إنتاج العمل (مثال: الفن الديني في العصور الوسطى بدعم من الكنيسة). 

2. الوظيفة الاجتماعية والسياسية 

   – الفن كأداة للتغيير: أعمال تُستخدم للكشف عن الظلم (مثال: لوحة «آنسات أفينيون» لبيكاسو كقطيعة مع الاستعمار). 

   – الدعاية أو إضفاء الشرعية: كيف يُستخدم الفن لخدمة أنظمة سياسية (مثال: الواقعية الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي). 

   – «الطقوس والممارسات الجماعية»: الفن في الاحتفالات الدينية أو العروض العامة (مثال: عروض «الهابننغ» في الستينيات). 





أنسات أفينيون
لبابلو بيكاسو


1907

3. التلقي والتأويل

   – الجمهور المستهدف: كيف يُدرك العمل من قبل فئات مختلفة (مثال: فن الشارع الذي تحول من ممارسة غير قانونية إلى ظاهرة مؤسساتية). 

   – التأثير العاطفي أو المعرفي: تأثير العمل على المشاهد (مثال: الفن الغامر أو الصادم، مثل منشآت داميان هيرست). 

   – إعادة التوظيف: استخدام العمل في سياقات جديدة (مثال: لوحة «الحرية تقود الشعب» لديلاكروا، التي استُخدمت في حركات ثورية). 

4.  الحوامل المادية والوسيط الفني

   – الاختيارات التقنية: كيف يؤثر الوسيط على الرسالة (مثال: استخدام الدادائيين  Dadaïstes  للكولاج لنقد المجتمع البرجوازي). 

   – إمكانية الوصول: انتشار العمل (مثال: المطبوعات الشعبية مقابل لوحات الصالونات في القرن التاسع عشر). 

   – الحفظ والترميم: تحديات الحفاظ على العمل (مثال: الأعمال المؤقتة في فن الأرض). 

5. المؤسسات وسوق الفن

   – دور المتاحف والمعارض: كيف تُشكّل هذه الفضاءات القيمة الرمزية والاقتصادية للأعمال (مثال: فضاء «الوايت كيوب»كمعيار للحياد). 

   – النقد الفني والوساطة: تأثير الخطاب النقدي على فهم الأعمال (مثال: دور كليمنت غرينبيرغ في ترويج التعبيرية التجريدية). 

داميان هيرست فنان بريطاني ولد سنة 1965

أمثلة تطبيقية

– «آندي وارهول»: أعماله مثل صور مارلين مونرو أو علب الحساء تنتقد استهلاكية المجتمع الرأسمالي في الستينيات. 

– «بانكسي»: فن الشارع عنده يجمع بين التخريب والرسالة السياسية، متحدياً مفاهيم الملكية وحرية التعبير. 

-«الفن النسوي»(مثال: عمل «مأدبة العشاء» لجودي شيكاغو): يُعيد إبراز دور النساء في التاريخ. 

قضايا معاصرة

– «الفن الرقمي ووسائل التواصل»: كيف تُحوّل منصات مثل إنستغرام طرق تلقي الفن وانتشاره. 

-«الـNFTs وعدم التماثل»: إعادة تعريف ملكية الأعمال الفنية ونقد سوق الفن. 

– «تخليص المتاحف من الاستعمار»: النقاش حول إعادة الأعمال المسروقة ودورها في بناء الهويات الوطنية. 

الحدود والانتقادات

– خطر «الاختزالية»: عدم اختزال العمل في وظيفته الاجتماعية على حساب جماليته أو شعريته. 

– «ذاتية التأويلات»: تأثير العمل يختلف حسب الثقافات والأفراد. 

– «المبالغة في أهمية السياق»: بعض المقاربات البراغماتية تتجاهل استقلالية الفن كلغة قائمة بذاتها. 

الخاتمة

يتيح التحليل البراغماتي تجاوز النظرة الشكلية أو الرمزية للفن عبر «وضع الأعمال في نظام ديناميكي» (إنشاء، نشر، تلقّي). وهو مفيد خاصة لدراسة الفن المُلتزم أو الأعمال التي تتحدى مكانتها في المجتمع. لكنه يجب أن يترافق مع مقاربات أخرى (سيميائية، جمالية) لتجنب التبسيط.

الدادائية هي حركة فنية وفكرية ظهرت في نيويورك وزيورخ (عام 1916)، وانتشرت في أوروبا حتى عام 1923، ومارست من خلال ممارساتها التخريبية تأثيراً حاسماً على تيارات الطليعة الفنية المتنوعة.
الدادا، كحركة دولية للفنانين والكُتّاب، وُلدت من اشمئزاز عميق من الحرب التي رأت فيها إفلاس الحضارات والثقافة والعقل. كونها حركة إرهابية (فكرياً)، استفزازية، مُهَدِّمة للتقاليد، ورافضة لأي قيد أيديولوجي أو أخلاقي أو فني، فقد دعت إلى الفوضى، وإضعاف المعنويات، والشك المطلق، بينما أبرزت فضائل العفوية والطيبة ومتعة الحياة. وبشكل متناقض، فإن أنشطتها في تفكيك وتدمير اللغات (اللفظية والبصرية) تجسدت في أعمال فنية دائمة، فتحت طرقاً رئيسية لفنون العصر الحديث.

Tags:

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Latest Comments

No comments to show.
Review Your Cart
0
Add Coupon Code
Subtotal